أسواق الأحياء- فضاءات تفاعلية تعزز المجتمع والاقتصاد في البحرين
المؤلف: سلمان بن سهيل العطاوي08.28.2025

في صميم الأحياء السكنية، تدب الحياة بنسقها اليومي المعهود، حيث تبرز ظاهرة نابضة بالحياة، تعيد صياغة الفضاء العام وتحويله إلى ميدان رحب للتفاعل الإنساني والاجتماعي، ملامح حضارية واعدة تجسد روح المجتمع، وتعكس طموحات رؤية المملكة 2030...
مناظر مألوفة أضحت جزءًا لا يتجزأ من نسيج أحيائنا العريقة.
وتتزايد بصورة ملحوظة من خلال استئجار مواقع فسيحة على الطرق النابضة بالحياة داخل الأحياء، تتضمن تجهيزات ترفيهية للأطفال، ومسارح متنوعة، وأكشاك مأكولات ومشروبات شهية، وفنانين مهرجين، بدعم سخي من البلديات والمبادرات المجتمعية، بهدف تعزيز أواصر الود والتآلف الاجتماعي، إذ تربط الناس بمحيطهم بألفة ومحبة، وتعيد رسم معالم الحي كمساحة حيوية تنبض بالتفاعل والتواصل.
عبر التاريخ، ارتبطت الأسواق الشعبية، أو ما يعرف بالبازارات، بالحراك التجاري منذ آلاف السنين، كانت محطات عبور للقوافل، ثم أصبحت بعد الإسلام جزءًا أصيلًا من صميم الحياة الحضرية في المدن الإسلامية، تتداخل فيها التجارة بالثقافة، والبيع بالتعارف والتآخي، واليوم تعود تلك الروح العتيقة، ولكن بحلة جديدة قشيبة، مثل خيام عصرية متنقلة، وساحات واسعة مسيّجة، ومسارات منظمة بعناية، وألوان زاهية تنبض بالحياة والبهجة، كلها تسكن قلب الحي، لتقدم نموذجًا فريدًا وعصريًا للبازار بلمسة ترفيهية وثقافية محلية أصيلة، وتشكل هذه الفعاليات منصة رحبة ومنخفضة التكلفة لأصحاب المشاريع الناشئة الطموحين، لتسويق منتجاتهم المبتكرة مباشرة للجمهور، مما يعزز فرص ريادة الأعمال ويسهم بفاعلية في تقليل معدلات البطالة كمسؤولية اجتماعية نبيلة تتبناها بكل فخر إما جهات حكومية حريصة أو هيئات رسمية مرموقة أو قطاع خاص لديه إيمان راسخ بدوره الاجتماعي.
حيث تعد هذه الفعاليات بمثابة تجمعات دورية أو دائمة تعرض فيها تشكيلة واسعة من السلع المتنوعة من قبل التجار المهرة والحرفيين المبدعين والمنتجين المحليين المتميزين، تتجاوز دور البازارات الوظيفة التجارية البحتة لتشكل فضاءً ثقافيًا واجتماعيًا ثريًا يعكس هوية المجتمعات المتنوعة ويعزز الروابط الاقتصادية والسياحية بشكل فعال.
كما ويتجسد دورها الثقافي والاجتماعي الجوهري ليظهر دورها السامي من خلال الحفاظ على الهوية التراثية الأصيلة، حيث تعتبر مساحة مثالية لعرض المنتجات التقليدية العريقة كالحرف اليدوية الرائعة والأطعمة الشعبية الشهية والملبوسات الفولكلورية المميزة، وتعزز التفاعل الاجتماعي البنّاء في بناء علاقات اجتماعية متينة بين فئات المجتمع المختلفة عبر التبادل الثقافي المثمر، كما أنها منصة حيوية للتعبير الفني الراقي، فكثير من هذه الفعاليات تستضيف فعاليات فنية وثقافية شيقة كالعروض الشعبية الأصيلة والمواهب المحلية الواعدة.
ومع هذا النمو المتزايد في هذه الفعاليات الحيوية، إلا أنها تعاني من بعض جوانب الضعف التنظيمي والرقابي، والفوضوية في إدارة الحشود الغفيرة ونسب التجمعات البشرية الكبيرة دون مراعاة كافية لموقع الفعاليات وسعته، وما قد تسببه من ازدحام مروري خانق وانعدام السيطرة الأمنية اللازمة. ومن التحديات الكبيرة التي تواجه تلك الفعاليات المنافسة غير العادلة وتواجد الباعة غير النظاميين ومخالفي الإقامة والعمل، وكذلك ضعف البنية التحتية الأساسية في بعض المواقع الحيوية، ومن ذلك أيضاً ضعف جوانب السلامة وفحصها الدقيق في بعض الألعاب من قبل مختصين مؤهلين، ومن ذلك عدم وجود مسعفين مؤهلين وسيارات إسعاف مجهزة في بعضها، مما يعكس طابعاً غير احترافي، مفتقدًا أساسيات جوانب السلامة الضرورية. وفي ظل غياب الاشتراطات الصارمة وتأطيرها بأطر محوكمة ومقننة بشكل كامل، ستظل هذه الفعاليات تدار من قبل بعض غير المختصين الذين يبحثون عن الربح السريع الفاحش، ما يستدعي جهودًا تكاملية حثيثة لتحويلها إلى منصات احترافية رفيعة المستوى مدعومة بالتقنية الحديثة ومتصلة بشكل وثيق برؤية 2030 الطموحة في دعم الاقتصاد غير النفطي وتنويعه.
ختامًا.. إن الفعاليات العائلية المبهجة باتت مؤسسات حيّة نابضة بالثقافة الراقية وتتنفس بالاقتصاد المزدهر وتزهر بالاجتماع المثمر وهي انعكاس حيّ لهوية المجتمع العريقة، ومرآة لتراثه الأصيل، ومع التمكين المؤسسي الشامل والتكامل الوثيق بين الجهات الحكومية والمجتمعية، يمكن أن تتحول هذه الفعاليات إلى منصات متكاملة ومتطورة تدفع بقوة عجلة التنمية المحلية والسياحية والثقافية وتُسهم بفاعلية في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة.
مناظر مألوفة أضحت جزءًا لا يتجزأ من نسيج أحيائنا العريقة.
وتتزايد بصورة ملحوظة من خلال استئجار مواقع فسيحة على الطرق النابضة بالحياة داخل الأحياء، تتضمن تجهيزات ترفيهية للأطفال، ومسارح متنوعة، وأكشاك مأكولات ومشروبات شهية، وفنانين مهرجين، بدعم سخي من البلديات والمبادرات المجتمعية، بهدف تعزيز أواصر الود والتآلف الاجتماعي، إذ تربط الناس بمحيطهم بألفة ومحبة، وتعيد رسم معالم الحي كمساحة حيوية تنبض بالتفاعل والتواصل.
عبر التاريخ، ارتبطت الأسواق الشعبية، أو ما يعرف بالبازارات، بالحراك التجاري منذ آلاف السنين، كانت محطات عبور للقوافل، ثم أصبحت بعد الإسلام جزءًا أصيلًا من صميم الحياة الحضرية في المدن الإسلامية، تتداخل فيها التجارة بالثقافة، والبيع بالتعارف والتآخي، واليوم تعود تلك الروح العتيقة، ولكن بحلة جديدة قشيبة، مثل خيام عصرية متنقلة، وساحات واسعة مسيّجة، ومسارات منظمة بعناية، وألوان زاهية تنبض بالحياة والبهجة، كلها تسكن قلب الحي، لتقدم نموذجًا فريدًا وعصريًا للبازار بلمسة ترفيهية وثقافية محلية أصيلة، وتشكل هذه الفعاليات منصة رحبة ومنخفضة التكلفة لأصحاب المشاريع الناشئة الطموحين، لتسويق منتجاتهم المبتكرة مباشرة للجمهور، مما يعزز فرص ريادة الأعمال ويسهم بفاعلية في تقليل معدلات البطالة كمسؤولية اجتماعية نبيلة تتبناها بكل فخر إما جهات حكومية حريصة أو هيئات رسمية مرموقة أو قطاع خاص لديه إيمان راسخ بدوره الاجتماعي.
حيث تعد هذه الفعاليات بمثابة تجمعات دورية أو دائمة تعرض فيها تشكيلة واسعة من السلع المتنوعة من قبل التجار المهرة والحرفيين المبدعين والمنتجين المحليين المتميزين، تتجاوز دور البازارات الوظيفة التجارية البحتة لتشكل فضاءً ثقافيًا واجتماعيًا ثريًا يعكس هوية المجتمعات المتنوعة ويعزز الروابط الاقتصادية والسياحية بشكل فعال.
كما ويتجسد دورها الثقافي والاجتماعي الجوهري ليظهر دورها السامي من خلال الحفاظ على الهوية التراثية الأصيلة، حيث تعتبر مساحة مثالية لعرض المنتجات التقليدية العريقة كالحرف اليدوية الرائعة والأطعمة الشعبية الشهية والملبوسات الفولكلورية المميزة، وتعزز التفاعل الاجتماعي البنّاء في بناء علاقات اجتماعية متينة بين فئات المجتمع المختلفة عبر التبادل الثقافي المثمر، كما أنها منصة حيوية للتعبير الفني الراقي، فكثير من هذه الفعاليات تستضيف فعاليات فنية وثقافية شيقة كالعروض الشعبية الأصيلة والمواهب المحلية الواعدة.
ومع هذا النمو المتزايد في هذه الفعاليات الحيوية، إلا أنها تعاني من بعض جوانب الضعف التنظيمي والرقابي، والفوضوية في إدارة الحشود الغفيرة ونسب التجمعات البشرية الكبيرة دون مراعاة كافية لموقع الفعاليات وسعته، وما قد تسببه من ازدحام مروري خانق وانعدام السيطرة الأمنية اللازمة. ومن التحديات الكبيرة التي تواجه تلك الفعاليات المنافسة غير العادلة وتواجد الباعة غير النظاميين ومخالفي الإقامة والعمل، وكذلك ضعف البنية التحتية الأساسية في بعض المواقع الحيوية، ومن ذلك أيضاً ضعف جوانب السلامة وفحصها الدقيق في بعض الألعاب من قبل مختصين مؤهلين، ومن ذلك عدم وجود مسعفين مؤهلين وسيارات إسعاف مجهزة في بعضها، مما يعكس طابعاً غير احترافي، مفتقدًا أساسيات جوانب السلامة الضرورية. وفي ظل غياب الاشتراطات الصارمة وتأطيرها بأطر محوكمة ومقننة بشكل كامل، ستظل هذه الفعاليات تدار من قبل بعض غير المختصين الذين يبحثون عن الربح السريع الفاحش، ما يستدعي جهودًا تكاملية حثيثة لتحويلها إلى منصات احترافية رفيعة المستوى مدعومة بالتقنية الحديثة ومتصلة بشكل وثيق برؤية 2030 الطموحة في دعم الاقتصاد غير النفطي وتنويعه.
ختامًا.. إن الفعاليات العائلية المبهجة باتت مؤسسات حيّة نابضة بالثقافة الراقية وتتنفس بالاقتصاد المزدهر وتزهر بالاجتماع المثمر وهي انعكاس حيّ لهوية المجتمع العريقة، ومرآة لتراثه الأصيل، ومع التمكين المؤسسي الشامل والتكامل الوثيق بين الجهات الحكومية والمجتمعية، يمكن أن تتحول هذه الفعاليات إلى منصات متكاملة ومتطورة تدفع بقوة عجلة التنمية المحلية والسياحية والثقافية وتُسهم بفاعلية في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة.